سبت, 05/24/2014 - 22:03

المقارنة غير عادلة

اريد أن أقول لك شيئا.. لا لشيء فقط لمجرد رغبة في قول الشيء.

المقارنة غير عادلة بتاتاً.

انظر الى صورة الغلاف هناك في صفحتي في فيسبوك .. هناك ثلاثة حمير.. أتَرى حمار اليمين؟ انظر في عينيه.

بالمناسبة هذه الأيام اشعر بتعاطف غريب مع الحمير. قرأت أشياء كثيرة عنها. منها ان الحمار يكره العنف والقوة ولا يحب الأوامر، لذا تراه يعاند في كثير من الأحيان عندما يُرْغَم على المشي ويفضل الموت تحت الضرب على ان يمشي بالقوة.
نظرتَ في عينيه؟ هذا حمار منهار.
التقطت الصورة في اسبانيا عام ٢٠٠٨ ووقعت في غرامه. ذهبت وربتّ على عنقه وكدت اعانقه وانا أقول له لا تقلق:
"ايڤري ثينغ غونا بي اول رايت." اليوم اكتشفت سبب حبي له.

مرة اخرى المقارنة غير عادلة ولست متأكدة إن كان التكرار فعلا يعلم الحمار.
تعرف انني نشأت في قرية وبالتالي لا معنى للقرية من دون حمير. اعرف أصواتها جيدا. أسمعها الآن٬ وقد تكون اول أعضاء جنسية شاهدناها في حياتنا الطفلة وحدقنا فيها كثيراً من دون حرج هي أعضاء الحيوانات الجنسية.

الكلاب والقطط لم تشكل لنا صدمة. لكنني اذكر ملامحي وملامح اخي عندما شاهدنا لأول مرة عضو الحمار..

كان كبيرا جداً ولم أعد اذكر مَن من أولاد الحي قال: انه يوازي طولنا تقريبا ثم ضحكنا كثيراً. كثيراً جدا.

هذه فائدة القرى٬ تعرفك على تابوهات البشر عبر الحيوانات. والحيوانات لا تخجل من ممارسة اشيائها امام البشر. الأمر طبيعي بالنسبة اليها ولا يستدعي التخفي. لكن البشر يزعجونها عندما يصطادونها في وضعيات حميمة.

لهذا الحمار المنهار نظرة تقتلني.
كنت أنقّب في الصور، عثرت على صورة قديمة لها. ارتجفت عندما رأيتها. هي من الصور النادرة التي املكها لها. عرفت لماذا أحب هذا الحمار وأرثي لحاله.

لو ترى الصورتين جنبا الى جنب٬ ستُصعق. من. شدة. تشابه. النظرة.

نظرات الحزن والانهيار تتشابه مثل نقاط الماء ولا تعرف الفرق بين الانسان والحيوان.

الأرواح الجريحة جريحة.. نفسها في مقلتَي الحمار وفي مقلتي.. أمي.

قلت لك منذ البداية.. المقارنة غير عادلة.

Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.

2 Comments

يوسف جميل يوسف (لم يتم التحقق) - أحد, 05/25/2014 - 21:32

هاي طريقتك وهي أسلوبك :) بتخلينا دايما نقرأ بشي ولا مرة فكرنا فيها هالشي دايما بشدني وبيجذبني أقرأ النص الواحد أكتر من مرة مبروك المدونة الجديدة وبانتظار كل تدويناتك :)

غيدا (لم يتم التحقق) - أحد, 05/25/2014 - 10:22

الحيوانات حزينة ربما لأن هناك أشياء تستعصي عليها، وأشياء لا تبوح بها، تمامًا مثلنا، الأشياء التي لا نفهمها، الجراح القديمة والأحزان التي لا نعرف لها سببًا ولا نعرف كيف نحكيها. لا نمل من قراءتكِ ريتا.. لا نملّ وحسب.